كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وأنه يعمى عنها) (¬1).
وقال غيره: (العمى إذا أطلق كان الظاهر عمى البصر) (¬2). وعلى هذا يدل ما بعده من.

125 - قوله: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} عن حجتي {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} بها في الدنيا، ولا أدري كيف وجه هذا، ومتى كان الكافر بصيرًا بحجته، ولا حجة له في الدنيا ولا في الآخرة (¬3).
126 - قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ} أي: قال الله مجيبًا لهذا الكافر كذلك الأمر كما ترى.
{أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} تركتها ولم تؤمن بها {وَكَذَلِكَ} وكما تركتها {الْيَوْمَ تُنْسَى} تترك في النار. هذا قول ابن عباس، والكلبي، وأهل التفسير (¬4).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 379.
(¬2) ذكرت نحوه كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "المحرر الوجيز" 10/ 107، "البحر المحيط" 6/ 287، "روح المعاني" 16/ 287، "إرشاد العقل السليم" 6/ 48.
(¬3) قال الطبري -رحمه الله- في "تفسيره" 16/ 229: (والصواب من القول في ذلك عندنا أن الله عز شأنه وجل ثناؤه عم بالخبر عنه بوصفه نفسه بالبصر ولم يخصص منه معنى دون معنى فذلك على ما عمه فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الآية: قال رب لم حشرتني أعمى عن حجتي ورؤية الأشياء وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كله). وانظر: "المحرر الوجيز" 15/ 158، "البحر المحيط" 6/ 287، "أضواء البيان" 4/ 548.
ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة بني إسرائيل الآية رقم (97): {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}.
(¬4) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 20، "جامع البيان" 16/ 230، "الكشف والبيان" =

الصفحة 553