كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

بِكُلِّ إِنْيٍ قَضَاهُ اللَّيلُ يَنْتَعِلُ
وأنشد بن الأعرابي في الإنى (¬1):
أَتَمَّتْ حَمْلَهَا في نِصْف شَهر ... وَحَمْلُ الحَامِلاَتِ إِنىً طَويلُ
قال ابن عباس: (يريد أول الليل المغرب والعشاء) (¬2). {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} يريد: الظهر. هذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآية من أوقات الصلاة المكتوبة، قول ابن عباس في رواية عطاء، ومذهب مجاهد، وقتادة (¬3). وعلى هذا سمي وقت صلاة الظهر أطراف النهار؛ لأن وقته عند الزوال وهو طرف النصف الأول وطرف النصف الثاني، فجعل الطرفان أطرافًا على مذهبهم في تسمية الإثنين باسم الجمع كقوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وقد مر. وهذا قول الفراء في هذه الآية (¬4). وقال أبو العباس: (جمع الطرفين؛ لأنه يلزم في كل نهار يعود) (¬5). ومن المفسرين من حمل أطراف النهار على: الغدوة والعشية (¬6). وعلى هذا استفاد من الآية بقوله: {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}. وقال ابن الأعرابي: (أطراف النهار: ساعاته) (¬7).
وقوله تعالى: {لَعَلَّكَ تَرْضَى} قال ابن عباس: (يريد: الثواب
¬__________
(¬1) لم أقف على قائله. وذكرته كتب اللغة بلا نسبة. انظر: "تهذيب اللغة" (أنى) 1/ 225، "لسان العرب" (أنى) 1/ 161.
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 302، "زاد المسير" 5/ 230.
(¬3) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 20، "جامع البيان" 1/ 2336، "زاد المسير" 5/ 333، "الدر المنثور" 4/ 559.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 195.
(¬5) "تهذيب اللغة" (طرف) 3/ 2181.
(¬6) "جامع البيان" 16/ 233، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 59.
(¬7) "تهذيب اللغة" (طرف) 3/ 2181.

الصفحة 558