كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

والمعاد واجبًا من الله لك) (¬1) وفيه قراءتان:
ضم التاء وفتحها (¬2). فمن فتح التاء وهو الذي فسره ابن عباس فحجته قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]. ومن ضم التاء فحجته قوله: {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55] ويكون المعنى لعلك ترضى بفعل ما أمرك به من الأفعال التي يرضاها الله، أو ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة (¬3). واختار أبو عبيد هذه القراءة لاحتمالها معنيين أحدهما: ترضى: تعطى الرضى، والآخر: يرضاك الله، قال: (وتصديقها قوله: {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55] قال: وليس في الآخرة إلا وجه واحد) (¬4). هذا كلامه.

131 - قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية، قال أبو رافع (¬5): (نزل
¬__________
(¬1) لم أقف عليه. ويشهد لهذا المعنى قوله سبحانه في سورة الضحى الآية رقم (5): {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. والحق أن الله تعالى لا يجب عليه شيء لخلقه، وما يعطيهم فهو فضل منه وكرم. قال الألوسي في "روح المعاني" 16/ 283: رجاء أن تنال عنده ما ترضى به نفسك من الثواب، واستدل به على عدم الوجوب على الله تعالى.
(¬2) قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وعا صم في رواية حفص: (لعلك تَرضى) بفتح التاء، وقرأ الكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: (لعلك تُرضى) بضم التاء.
انظر: "السبعة" ص 425، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 252، "المبسوط في القراءات" ص 251، "التبصرة" ص 261
(¬3) "جامع البيان" 16/ 234، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 6، "بحر العلوم" 2/ 359.
(¬4) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 253، "حجة القراءات" ص 464.
(¬5) أبو رافع، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اشتهر بكنيتته، واسمه على المشهور أسلم، دخل في الإسلام قبل بدر ولم يشهدها، وشهد أحدًا وما بعدها، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- =

الصفحة 559