كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقوله تعالى: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} قال السدي: (لنبتليهم) (¬1). والمعنى: لنعاملهم معاملة المبتلي المختبر شكرهم بما أنعمنا عليهم.
وقال أبو إسحاق: (لنجعل ذلك فتنة لهم) (¬2).
قال ابن عباس: (ضلالة مني لهم) (¬3). وعلى هذا معنى لنفتنهم فيه لنضلهم بأن أقلد لهم النعمة فيزيدوا كفرًا وطغيانًا. وهذا تفسير أشبه بحال الكفار وبمعاملة الله معهم.
{وَرِزْقُ رَبِّكَ} قال ابن عباس: (يريد: في المعاد) (¬4). وقال السدي وعْيره: (يعني الجنة) (¬5) {خَيْرٌ وَأَبْقَى} أكبر وأدوم.

132 - قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} روي: (أنه لما نزلت هذه الآية كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى علي وفاطمة كل صباح فيقول: "الصلاة" فكان يفعل ذلك أشهر متوالية) (¬6).
ومعنى الأهل هاهنا: قومه ومن كان على دينه (¬7). وذكرنا هذا عند
¬__________
(¬1) ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 359 بدون نسبة، وكذلك القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 262.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 381.
(¬3) "التفسير الكبير" 22/ 136.
(¬4) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "المحرر الوجيز" 10/ 119، "معالم التنزيل" 5/ 354، "زاد المسير" 5/ 335، "الكشاف" 2/ 560، "الباب التأويل" 4/ 287.
(¬5) "الدر المنثور" 4/ 560، وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 359 بدون نسبة.
(¬6) "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 263، "التفسير الكبير" 22/ 7137، "روح المعاني" 16/ 284، "فتح القدير" 3/ 564.
(¬7) "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 61، "بحر العلوم" 2/ 359، "النكت والعيون" 3/ 434، "معالم التنزيل" 5/ 304، "زاد المسير" 5/ 335

الصفحة 562