كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قوله: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ} الآية.
{وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} للاستعانة على الصبر عن محارم الله -عز وجل-؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (¬1). {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} قال ابن مسلم: (لا نسألك رزقا لخلقنا، ولا رزقا لنفسنا) (¬2). {نَحْنُ نَرْزُقُكَ} قال عبد الله بن سلام: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أنزل بأهله ضيق أو قال شدة أمرهم بالصلاة ثم تلا هذه الآية) (¬3).
وقوله: {وَالْعَاقِبَةُ} قال ابن عباس، والسدي: (يريد: بالعاقبة الجنة) (¬4).
وقوله تعالى: {لِلتَّقْوَى} قال الأخفش: (أي لأهل التقوى) (¬5). قال ابن عباس: (يريد: الذين صدقوك واتبعوك واتقوني) (¬6).

133 - قوله تعالى: {وَقَالُوا} يعني المشركين {لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ} هلا يأتينا محمد بآية من ربه كما أتى بها الأنبياء نحو الناقة والعصا (¬7). قال أبو إسحاق: (وقد أتتهم الآيات ولكنهم طلبوا أن يأتيهم ما
¬__________
(¬1) ويشهد لذلك قوله تعالى في سورة العنكبوت الآية رقم (45): {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
(¬2) ذكرته كتب التفسير من غير نسبة. انظر: "بحر العلوم" 2/ 359، "معالم التزيل" 5/ 304، "زاد المسير" 5/ 336، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 263.
(¬3) "معالم التزيل" 5/ 304، "الدر المنثور" 5/ 561، "التفسير الكبير" 22/ 137، "روح المعاني" 16/ 285، "فتح القدير" 3/ 564.
(¬4) "الدر المنثور" 4/ 561، "التفسير الكبير" 22/ 137.
(¬5) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 631.
(¬6) "معالم التزيل" 5/ 304.
(¬7) "جامع البيان" 16/ 237، "زاد المسير" 5/ 336، "الجامع لأحكام القرآن" =

الصفحة 563