كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال أبو زيد: (لقيت فلانًا قِبَلاً ومُقابَلَةً وقَبَلاً وقُبُلاً وقَبَلِيّاً وقبيلاً) (¬1). أي: صنفاً صنفاً، كل قبيل منه غير صاحبه، ويجوز أن يكون ضربًا واحدًا، ويجيئهم منه شيء بعد شيء. وهذا الحرف قد مضى تفسيره في سورة بني إسرائيل (¬2)، والأنعام (¬3).

56 - وقوله تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ} قال ابن عباس: (يريد المستهزئين، والمقتسمين وأتباعهم) (¬4). وجدالهم بالباطل: أنهم ألزموه أن يأتي بالآيات على أهوائهم على ما كانوا يقترحون.
وقوله تعالى: {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} قال ابن عباس: (ليبطلوا به ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-) (¬5). ومعنى الإدحاض: الإذهاب والإهلاك. يقال: دَحَضَتْ رجله تَدْحَضُ دَحْضًا أي: زلت. ودَحَضْتَ حجته: إذا أبطلتها (¬6).
ومن هذا ما روي في الحديث: (أنه كان يصلي الأولى حين تَدْحَض
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 15/ 267، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 153، "لسان العرب" (قبل) 6/ 3520.
(¬2) عند قوله سبحانه في سورة الإسراء الآية رقم (92): {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا}.
(¬3) عند قوله سبحانه في سورة الأنعام الآية رقم (111): {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}
(¬4) "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 6.
(¬5) ذكره الطبري في "جامع البيان" 15/ 267 بدون نسبة، وكذلك الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 390 ب.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" دحض) 2/ 1154، "مقاييس اللغة" (دحض) 2/ 332، "القاموس المحيط" (دحض) 642, "الصحاح" (دحض) 3/ 1075.

الصفحة 60