كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

ثم بين من هم فقال: {الَّذِينَ ظَلَمُوا} قال ابن عباس: يريد الذين أشركوا (¬1).
وفي محل {الَّذِينَ ظَلَمُوا} وجوه (¬2): أحدها: البدل من الواو في {وَأَسَرُّوا} فيكون في موضع رفع (¬3).
قال المبرد: وهذا كقولك في الكلام: إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله. على البدل مما في انطلقوا (¬4).
والثاني: أن يكون رفعًا على الذم على معنى: هم الذين ظلموا. أويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى: (أعني) (¬5) الذين ظلموا] (¬6) (¬7).
¬__________
(¬1) مثله في "تنوير المقباس" ص 200.
(¬2) في (ع): (وجوه)، وهو خطأ.
(¬3) وهذا قول سيبويه كما في "الكتاب" 2/ 41. وجود هذا القول الزجاج في "معانيه" 3/ 383، وحسنه ابن جزي الكلبي في "التسهيل" 3/ 47، واستظهره الشنقيطي في "أضواء البيان" 4/ 555.
(¬4) ذكره البغوي 5/ 310، والقرطبي 11/ 269 هذا القول بنصه عن المبرد. ونسب أبو حيان في "البحر المحيط" 6/ 297 للمبرد القول بأن "الذين" بدل، وذكر السمين الحلبي في "الدر المصون" 8/ 132 أن هذا القول معزو للمبرّد.
(¬5) أعني: زيادة من "معاني القرآن" للزجاج يتضح بها المعنى.
(¬6) ساقط من (أ)، (ت).
(¬7) من قوله أن يكون رفعا .. إلى هنا. هذا نص كلام الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 383 - 384. وفي رفع "الذين" وجوه أخرى منها.
الأول: أن يكون في موضع رفع بـ"أسرّوا" وسيذكره المصنف.
الثاني: أن يكون "الذين" مبتدأ، و"أسروا" جملة خبرية قدمت على المبتدأ. وهذا القول حكاه الثعلبي عن الكسائي.
الثالث: أن يكون الذين مرفوعًا بفعل مقدر تقديره: يقول الذين كفروا. =

الصفحة 12