كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

{وَهُوَ السَّمِيعُ} لما تكلموا به (¬1) {الْعَلِيمُ} بما قولوا وبما في قلوبهم.

5 - قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا} قال المبرد: "بل" لها موضعان في الكلام يجمعهما (¬2) شيء واحد وهو التنقل من خبر إلى خبر، ومن أمر إلى أمر، وقد يكون الانتقال رغبة عن الأول، إمَّا غلط القائل فاسْتَثْبَتَ (¬3) وترك الأول وإما نسي فذكر. وقد يكون لما فرغ من خبر انتقل إلى آخر على أن الأول (¬4) مصحح مفروغ منه، والذي يأتي من عند الله [لا يكون] (¬5) إلا الانتقال من خبر إلى خبر، وكلاهما محكم (¬6).
قال صاحب النظم: فقوله -عز وجل-: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} خبر (¬7) من الله -عز وجل- معطوف على قوله: {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أي أنهم قد قالوهما (¬8) جميعًا، إلا أنهم خلطوا من جهة الحَيْرة التي دخلتهم في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يدروا ما قصته، فقالوا: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} فأعلم الله -عز وجل- أنهم قالوا هذه الأقوال على حيرة منهم في أمره.
¬__________
(¬1) في (أ): (أنه)، وهو خطأ.
(¬2) في (أ): (مجمعهما).
(¬3) في (أ)، (ت): (فاستب)، مهملة الآخر.
(¬4) في (د)، (ع): (إلى آخر عن الأول).
(¬5) ساقط من (ع).
(¬6) في "المقتضب" 3/ 305 نحو هذا القول باختصار. وانظر: "حروف المعاني والصفات" للزجاجي ص 29، "الأزهية في علم الحروف" للهروي ص 229 - 230، "رصف المباني في شرح حروف المعاني" للمالقي ص230، "مغني اللبيب" لابن هشام 1/ 130 - 131.
(¬7) في (أ)، (ت): (وخير).
(¬8) في (أ)، (ت): (قالوا هما)، وهو خطأ.

الصفحة 17