كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وقوله تعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} أي: الذي أتى به النبي (¬1) -صلى الله عليه وسلم- أضغاث أحلام.
قال قتادة: تخاليط (¬2) رؤيا رآها في المنام (¬3).
وذكرنا الكلام في أضغاث الأحلام (¬4) في سورة يوسف.
وقوله تعالى: {بَلِ افْتَرَاهُ} أي: اختلقه وفتعله من نفسه {بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}.
قال أبو إسحاق (¬5): أي أخذوا ينقضون [أقوالهم] (¬6) بعضها ببعض، فمرة يقولون: هذه أحلام، ومرة يقولون (¬7): هذا شعر، ومرة (¬8): هذا (¬9) مفترى (¬10).
وعلى هذا معنى "بل": الإخبار عنهم بنقضهم قولهم في القرآن،
¬__________
(¬1) في (د)، (ع): (الرسول).
(¬2) في (أ): (مخاليط).
(¬3) ذكره بهذا النص عن قتادة: الطوسي في "التبيان" 7/ 203، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 136 ب، وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" (ج1 ق 2)، والطبري في "تفسيره" 16/ 118 طبعة شاكر عن قتادة - في قوله (قالوا أضغاث أحلام) [يوسف: 44] قال: أخلاط أحلام. وذكر السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 617 عن ابن المنذر وابن أبي حاتم أخرجا عن قتادة في قوله "بل قالوا أضغاث أحلام" قال: أي: فعل الأحلام، إنما هي رؤيا رآها.
(¬4) في (د): (أضغاث أحلام).
(¬5) هو أبو إسحاق الزجَّاج.
(¬6) كشط في (ت).
(¬7) (يقولون): ساقط من (أ).
(¬8) في (د): (ومرة ومرة). تكرار.
(¬9) في (أ): (هذه)، وهو خطأ.
(¬10) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 3/ 384.

الصفحة 18