كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

معنى القلب المعروف، لأنَّه قد يذهب إلى أنَّ فيه اشتراكًا كقلب النَّخلة، فإذا (¬1) أكد كان أنس للبس بتجويز الاشتراك.

47 - قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} قال ابن عباس: كانوا يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، فأنزل الله هذه الآية (¬2).
والمعنى: يسألونك أن تأتي بعذابهم عاجلًا غير مؤخّر.
وقوله: {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} أي: في أن ينزل بهم العذاب (¬3) في الدنيا. قاله الفراء (¬4).
وقال ابن عبَّاس: يريد بهذا يوم بدر (¬5).
قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} قال مجاهد وعكرمة وابن زيد: هو من أيَّام الآخرة (¬6).
ويدل على هذا ما روي في الحديث: "أن الفقراء يدخلون الجنة قبل
¬__________
(¬1) في (أ): (وإذا).
(¬2) في "تنوير المقباس" ص 209: (استعجله النضر بن الحارث قبل أجله. وذكر الثعلبي 3/ 54 ب، والبغوي 5/ 391، والقرطبي 12/ 88 أنها نزلت في النضر بن الحارث. ذكروا ذلك من غير سند ولا نسبة لأحد.
قال القرطبي: وقيل نزلت في أبي جهل بن هشام.
وجميع ما ذكر لا يثبت بمثله سبب في نزول الآية، والله أعلم.
(¬3) في (د)، (ع): (في نزول العذاب بهم).
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 229.
(¬5) ذكر هذا القول الثعلبي 543 ب ولم ينسبه لأحد.
(¬6) ذكره الثعلبي 3/ 54 ب عن مجاهد وعكرمة، ورواه عنهما الطبري في "تفسيره" 17/ 183. وذكره البغوي 5/ 392 عن ابن زيد.

الصفحة 445