كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

الأغنياء بنصف يوم: خمس مائة عام" (¬1).
وعلى هذا معنى الآية أنَّهم يستعجلون بالعذاب (¬2) وإنّ يومًا من أيّام عذابهم في الآخرة ألف سنة.
قال الفراء: ففي هذه الآية وعبد لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة (¬3)
وقال (¬4) أبو إسحاق: الذي تدل عليه الآية (¬5) أنهم استعجلوا العذاب، فأعلم الله أنه لا يفوته شيء، وأن يومًا عنده وألف سنة في قدرته واحد، ولا فرق بين وقوع ما يستعلجون به (¬6) من العذاب وتأخره في القدرة، إلا أنَّ الله تفضَّل بالإمهال، فالفرق بين التأخير والتقديم تفضل الله بالنَّظرة (¬7) (¬8).
وهذا الذي ذكره معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (¬9).
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "مسنده" 2/ 343، والترمذي في "جامعه" (أبواب الزهد - باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم 7/ 21 - 23) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال المنذري: ورواته محتج بهم في الصحيح.
وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 110: (ورجال إسناده احتج بهم مسلم في "صحيحه".
(¬2) في جميع النسخ: يستعلجون العذاب إنّ. والتصويب من "الوسيط" للواحدي 3/ 275.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 229 بمعناه.
(¬4) في (أ): (قال).
(¬5) في (ظ): (الآخرة)، وهو خطأ.
(¬6) به: ساقطة من (أ).
(¬7) في (أ): (بالنظر).
(¬8) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 433 مع اختلاف يسير.
(¬9) ذكر البغوي 5/ 392 أن هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء.

الصفحة 446