كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

تعالى في كتابه أكره أنْ أقول في كتاب الله ما لا (¬1) أعلم (¬2).
وقرئ "مما يعدّون" و"تعدّون" (¬3). فمن قرأ بالياء فوجهه قوله {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ} فيكون الكلام من وجه واحد، ومن قرأ بالتاء فوجهه أنه أعمّ، ألا ترى أنه يجوز أن يُعنى به المستعجلون وغيرهم من المسلمين (¬4).

48 - 51 - ثم أعلم الله أنه قد أخذ قومًا بعد الإملاء والتأخير فقال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا} الآية وهي مفسرة فيما سبق قبيل. وما بعدها ظاهر التفسير إلى قوله {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا} أي: عملوا في إبطالها {مُعَاجِزِينَ} قال ابن عباس: مشاقين معاندين مغالبين (¬5).
وقال الأخفش: مسابقين (¬6).
ومعنى المعاجزة في اللغة: محاولة عجز المغالب (¬7).
قال أبو أسحاق وأبو علي: {مُعَاجِزِينَ} ظانين ومُقدرين أن
¬__________
(¬1) في (ظ): (مما لا أعلم)، وفي (د)، (ع): (بما لا أعلم).
(¬2) رواه عبد الرزاق 2/ 108، والطبري 29/ 72.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 537 وعزاه لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم.
(¬3) قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي: "مما يعدون" بالياء. وقرأ الباقون بالتاء. "السبعة" ص 439، "التبصرة" ص 267، "التيسير" ص 158.
(¬4) "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 283 مع اختلاف يسير. وانظرة "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 480، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 122.
(¬5) ذكره عنه الثعلبي 3/ 54 ب دون قوله معاندين.
ورواه الطبري 17/ 185 بلفظ: مشاقين.
(¬6) ذكره عنه الثعلبي 543 ب.
(¬7) انظر: "عجز" في: "تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 340، "لسان العرب" 5/ 369 - 370.

الصفحة 449