كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وعلى ما قال ابن عباس إنما قاله الشيطان على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أثناء قراءته، وأوهم أنَّه من القرآن، ولم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- إحساس بذلك، بل كان فتنة من الله لعباده المؤمنين والمشركين، وعلى هذا يدل قوله {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً} الآية (¬1).
قال أبو إسحاق: وذلك محنة من الله -عز وجل-، وله أن يمتحن بما شاء (¬2)، فألقى الشيطان على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا من صفة الأصنام فافتتن بذلك أهل الشقاق والنفاق ومن في قلبه مرض (¬3).
وروي عن الحسن أنه قال في هذه الآية: أراد (¬4) بالغرانيق العلى الملائكة (¬5).
وهذا غير مرضي من القول؛ لأن الله تعالى قال: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [أن (¬6) يبطله، وشفاعة الملائكة غير باطلة، ثم وإنْ أُخذَ] (¬7) بهذا (¬8) فليس يمنع هذا القول من أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سمع منه ما ليس بقرآن (¬9).
¬__________
= فكذبٌ على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن فيه تعظيم الأصنام، ولا يجوز ذلك على الأنبياء. اهـ
(¬1) قد تقدم بيان بطلان هذا القول.
(¬2) في (د)، (ع): (يشاء).
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 433 - 434.
(¬4) في (د)، (ع): زيادة إنّه قبل (أراد).
(¬5) ذكره عنه الماوردي 4/ 35، والقرطبي 12/ 85
(¬6) هكذا في جميع النسخ، ولعلها: أي.
(¬7) ساقط من (ظ).
(¬8) في (ظ). (فهذا).
(¬9) انظر الثعلبي 3/ 55 أ - ب.

الصفحة 469