كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

قوله: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ} قال الكلبي: يعني أهل مكة.
{لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} قال ابن عباس: لفي اختلاف شديد (¬1).
وقال الزجاج: الشقاق غاية العداوة (¬2).

54 - قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} هذه اللام تتعلق بقول {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} في المعنى لقوله (¬3): {أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} يعني: نسخ ذلك وإبطاله ورفعه وأحكام الله آياته من الباطل حق من الله.
والمراد بالذين أوتوا العلم المؤمنون، الذين أوتوا التوحيد والقرآن. قاله ابن عباس، والكلبي، وغيره (¬4).
وقال السدي: صدقوا بما نسخ الله (¬5). وهو معنى قوله {فَيُؤْمِنُوا بِهِ}.
وقوله: {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} قال الكلبي: ترق (¬6) للقرآن قلوبهم.
ثم بين أنَّ (¬7) هذا (¬8) الإيمان والتصديق والإخبات إنما هو بلطف الله
¬__________
(¬1) ذكره البغوي 5/ 395 من غير نسبة لأحد.
وذكر الماوردي 6/ 36 في الآية وجهين: أحدهما: لفي ضلال بعيد. وعزاه للسدي، والثاني: لفي فراق للحق بعيد إلى يوم القيامة. وعزاه ليحيى بن سلام.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 434.
(¬3) في (ظ): (كقوله).
(¬4) ذكره هذا القول البغوي 5/ 395، وابن الجوزي 5/ 443 من غير نسبة لأحد.
(¬5) ذكره عنه البغوي 5/ 395، وابن الجوزي 5/ 443.
(¬6) في (ظ): (يرق القرآن).
(¬7) (أنَّ): ساقطة من (أ).
(¬8) في (ع): (هذه).

الصفحة 472