كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وهدايته إيّاهم فقال: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

55 - قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال ابن عباس: يريد المشركين.
{فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} المِرية والمُرية -بالكسر والضم- لغتان (¬1) (¬2) معناها: الشك. ومنه الامتراء والتماري (¬3).
وقوله {مِنْهُ} أي: مما ألقى الشيطان على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يقولون: ما باله ذكرها بخير ثم ارتد عنها؟ قاله السدي عن أصحابه (¬4).
وقال ابن جريج: من القرآن (¬5).
{حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ} يعني: القيامة {بَغْتَةً} فجأة. وهذا وعيد لهم بالقيامة، وهم لم يدركوها (¬6) في حياتهم، ولكن الله تعالى أوعدهم وذكر
¬__________
(¬1) (لغتان): ساقطة من (ظ).
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري 9/ 2491 (مرا)، "لسان العرب" 15/ 277 (مرا).
(¬3) قوله: "الشك ومنه الامتراء والتَّماري" في "تهذيب اللغة" 15/ 285 (مري) منسوبًا إلى الليث.
(¬4) ذكره البغوي 5/ 397، والقرطبي 12/ 87 من غير نسبة.
(¬5) ذكره الثعلبي 3/ 55 ب. ورواه الطبري 17/ 192. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 69 - 70 وعزاه لابن المنذر.
واختار هذا القول الطبري 17/ 192 - 193 وقال: وذلك أن ذلك من ذكر قوله: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أقرب منه من ذكر قوله: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} والهاء من قوله (أنّه) أي من ذكر القرآن وإلحاق الهاء في قوله: {فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} بالهاء من قوله: {إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أولى من إلحاقها بما التي في قوله: {مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} مع بعد ما بينهما.
(¬6) في (ظ): (يذكروها).

الصفحة 473