كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

يأتي للمؤمنين. والريح العقيم: التي لا تأتي بمطر ولا سحاب ولا تلقح (¬1) شجرًا (¬2).
وأما التفسير: فقال ابن عباس: يريد يوم بدر (¬3).
وهو قول قتادة (¬4)، ومجاهد (¬5)، والسدي (¬6)، وأبيّ بن كعب (¬7).
واختلفوا: لم سُمِّي يوم بدر عقيمًا.
فقال ابن عباس: لأنّه ليس ليوم بدر نظير من الأيام لا قبله ولا بعده، لم تقاتل الملائكة مع نبيّ قط إلاّ مع محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم تقاتل مع محمد إلا يوم بدر.
وعلى هذا سمي عقيمًا، لأنه لا نظير له في عِظَمِه بقتال الملائكة فيه، فكأنَّ الدهر عقيم عن مثل ذلك اليوم.
وقال الكلبي: يوم عقيم لا فرج (¬8) فيه وهو يوم بدر.
¬__________
(¬1) في (أ): (الذي، يلقح).
(¬2) انظر: (عقم) في "تهذيب اللغة" للأزهري 1/ 288، "الصحاح" للجوهري 5/ 198، "لسان العرب" 12/ 413.
(¬3) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 70 وعزاه لابن مردويه والضياء في المختارة.
(¬4) رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 41، والطبري 17/ 193.
(¬5) رواه الطبري 17/ 193.
(¬6) ذكره عنه ابن الجوزي 5/ 444.
(¬7) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 41 عن قتادة قال: بلغني أن أبيّ بن كعب كان يقول: أربع آيات أنزلت في بدر. هذه إحداهن "يوم عقيم" يوم بدر.
وهو منقطع. ورواه الطبري 17/ 193 من هذا الوجه مختصرًا.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 70 وعزاه لابن مردويه.
(¬8) في (أ)، (ظ)، (د): (لا فرح)، والمثبت من (ع).

الصفحة 477