كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

المعنى: الأمر ذلك، أي (¬1): الأمر ما قصصنا عليكم (¬2).
ثم قال: {وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} أي: من جازى الظالم بمثل ما ظلمه. وسمي جزاء العقوبة عقوبة لاستواء الفعلين في جنس المكروه كقوله {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40]، فالأول سيئة والمجازاة عليها سميت سيئة بأنها وقعت إساءة بالمفعول به، لأنه فعل [به] (¬3) ما يسوؤه (¬4). وذكرنا هذا في قوله {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15].
قال الحسن: {وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} يعني: قاتل المشركين كما قاتلوه (¬5).
{ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} أي: ظلم بإخراجه من منزله.
قيل: إنها نزلت في قوم من المسلمين قاتلوا قومًا من المشركين غير مبتدئين بالقتال بل دفعًا لهم عن أنفسهم، ثم أخرجوا من ديارهم (¬6).
قال الضحاك، عن ابن عباس في قوله {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ}: يعني ما أتاه المشركون من البغي على المسلمين حين أحوجوا (¬7) إلى مفارقة أوطانهم (¬8).
¬__________
(¬1) (أي): ساقطة من (أ).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 435.
وعلى هذا "ذلك" خبر مبتدأ مُضمر، وانظر "الإملاء" للعكبري 2/ 146، "الدر المصون" 8/ 296.
(¬3) زيادة من معاني الزجاج يستقيم بها المعنى.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 30/ 435 مع اختلاف يسير.
(¬5) ذكره عنه البغوي 5/ 397.
(¬6) انظر: "التهذيب في التفسير" للجشمي 6/ 186 ب.
(¬7) في (أ): (حين أخرجوا)، وفي (ظ): (حتى أخرجوا).
(¬8) ذكره البغوي 5/ 397 من غير نسبة لأحد.

الصفحة 481