كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

فلا زال قبرٌ بين بصرى وجاسم ... عليه من الوسمي سح ووابل
فينبتُ حوذانًا وعوفًا مُنورًا ... سأتبعه من خير ما قال قائل
[وقال: لم يرد لا زال فينبت، ولكنَّه لما دَعَى بالغيث] (¬1) قال: فينبت أي: فهو ينبت كأنَّه خبرٌ لقصة تكون عن هذا الغيث.
ونحو هذا قال الفراء -في هذه الآية- فقال: (ألم تر) معناه خبر، كأنَّك قلت في الكلام: اعلم أنَّ الله يُنزل من السماء ماء فتصبح الأرض.
وهو مثل قول الشاعر (¬2):
ألم تسأل الربع القديم فينطقُ (¬3)
¬__________
(¬1) ساقطة من (ع).
(¬2) البيت أنشده الفراء في "معاني القرآن" 2/ 229 من غير نسبة، وتتمته:
وهل تُخْبرَنْكَ اليوم بيداءُ سملقُ
وهو بلا نسبة في الكتاب 3/ 37 وفيه: (القواء) في موضع (القديم)، والطبري 17/ 197 بمثل رواية الفرّاء. والبيت لجميل بن معمر، وهو في "ديوانه" ص 144، "شرح أبيات سيبويه" للسيرافي 2/ 201، "شرح المفصل" لابن يعيش 7/ 36، 37، "شرح شواهد المغني" للسيوطي 1/ 474، "لسان العرب" 10/ 164 (سملق)، "خزانة الأدب" 8/ 524، 526 - 527، وروايتهم جميعًا: القواء.
قال الشنتمري في "تحصيل عين الذهب" 1/ 422: الشاهد فيه رفع "ينطق" على الاستئناف والقطع، على معنى: فهو ينطق .. والرَبْع المنزل، والقواء: القفر. وجعله ناطقًا للاعتبار بدروسه وتغيره. ثم حقق أنه لا يجيب ولا يخبر سائله لعدم القاطنين به. والبيداء: القفر. والسملق: التي لا شيء بها. اهـ
وعند السيرافي 2/ 201: البيداء: الصحراء الواسعة.
قال البغدادي 8/ 528: وقوله: (وهل تخبرنك) إلخ ردَّ على نفسه بأن مثله لا ينطق فيجيب.
(¬3) "معانى القرآن" للفراء 2/ 229.

الصفحة 485