كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

و"تجري" حال أي: وسخر لكم الفلك في حال جريها (¬1).
{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} قال الزجاج: المعنى: كراهة (¬2) أن تقع، [وموضع "أنْ" نصب بيمسك، وهو مفعول له، المعنى: لكراهة أن تقع] (¬3) (¬4).
وقال مقاتل: لئلا تقع (¬5). وهذا على مذهب الكوفيين (¬6). وذكرنا الكلام في هذه المسألة في مواضع (¬7).
قوله: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} قال مقاتل: يعني لرفيق رحيم بهم فيما سخر لهم وحبس عنهم السماء فلا تقع عليهم فيهلكوا (¬8).

66 - قوله: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} بعد أن كنتم نطفًا ميتة. {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} عند آجالكم.
¬__________
(¬1) هذا قول الزجاج بنصَّه في "معاني القرآن" 3/ 437.
وجوَّز أبو البقاء في الإملاء 2/ 146 أن يكون انتصاب "الفلك" عطفًا على لفظ الجلالة على تقدير: وأن الفلك تجري في البحر، و"تجري" خبرٌ على هذا.
وتبع السمين الحلبي 8/ 302 أبا البقاء في هذا.
واستظهر أبو حيان 6/ 387 ما قاله الزجاج، واستبعد ما جوزه أبو البقاء، وقال: وهو إعراب بعيدٌ عن القصاحة.
(¬2) في (أ): (كراهية)، والمثبت هو الموافق لما في كتاب الزجاج.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ظ).
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 437.
(¬5) "تفسير مقاتل" 2/ 27 ب.
(¬6) انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} [الأنبياء: 31].
(¬7) انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176].
(¬8) "تفسير مقاتل" 2/ 27 ب.

الصفحة 488