كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

{فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} يعني في أمر الذبائح.
قال الكلبي ومقاتل: نزلت في بديل بن ورقاء الخزاعي (¬1) وبشر بن سفيان الخزاعي (¬2)، ويزيد بن خنيس وغيرهم من كفار قريش وخزاعة، خاصموا النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين في أمر الذبيحة، فقالوا: ما قتل الله لكم أحق أن تأكلوه أو ما قتلتم أنتم بسكاكينم؟ (¬3).
قال أبو إسحاق: معنى قوله {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ} لا تنازعهم ولا تجادلهم، والدليل على ذلك قوله: {وَإِنْ جَادَلُوكَ}، وكان هذا قبل القتال. فإن قيل (¬4): فلم قيل: فلا ينازعنك في الأمر وهم قد نازعوه؟ فالمعنى: إنَّ هذا نهيٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن منازعتهم كما تقول: لا يخاصمنّك فلان في هذا أبدًا، أي: لا تخاصمه.
وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إلا من اثنين؛ لأنَّ المجادلة
¬__________
(¬1) هو: بُديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي، كتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، يدعوه إلى الإسلام، وأسلم قبل الفتح، وقيل يوم الفتح، وشهد حنينًا، واستعمله -صلى الله عليه وسلم- على سبى هوازن، وسار مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك، وشهد حجة الوداع. "طبقات ابن سعد" 4/ 294، "الاستيعاب" 1/ 150، "أسد الغابة" 1/ 170، "الإصابة" 1/ 145.
(¬2) هو: بشر -قال ابن هشام: ويقال: بسر- بن سفيان بن عمر بن عويمر الكعبي الخزاعي، كتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم سنة ست، وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- عينًا إلى قريش إلى مكة، وشهد الحديبية، وله ذكر في حديث الحديبية، وسكن مكة.
"طبقات ابن سعد" 4/ 458، "السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 356، "الاستيعاب" 1/ 166، "الإصابة" 1/ 153.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 28 أ.
(¬4) في (أ) زيادة: (لهم) بعد قوله: (قيل)، وهو خطأ.

الصفحة 490