كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

والمخاصمة لا تتم إلا باثنين، فإذا (¬1) قلت: لا يجادلنّك فلان، فهو بمنزلة لا تُجادلنَّه. ولا يجوز هذا في قولك: لا يضربنك فلان، وأنت تريد لا تضربه. ولكن لو قلت: لا يضاربنّك فلان، لكان (¬2) كقولك: لا تضاربن فلانًا. هذا كلام أبي إسحاق (¬3).
وقوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} قال مقاتل بن سليمان: يعني إلى معرفة ربك وهو التوحيد (¬4).
وقال ابن عباس: يريد قم بشرائع الحنيفية. والمعنى على هذا: ادع إلى الإيمان به وإعمال ما شرع من الشريعة.
قوله: {إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى} دين {مُسْتَقِيمٍ} وهو قال ابن عباس: لم يخلق دينًا أقوم ولا أفضل منه ولا أحب إلى الله -عز وجل-

68، 69 - قوله: {وَإِنْ جَادَلُوكَ} قال الكلبي: خاصموك في أمر الذبيحة (¬5).
وقال مقاتل: جادلوك في أمر الذبائح (¬6). يعني هؤلاء النفر.
{فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} قال ابن عباس: يريد من تكذيبهم
¬__________
(¬1) في (أ): (وإذا).
(¬2) (لكان): ساقط من (ظ).
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 437. مع اختلاف يسير.
وقيل معنى "فلا ينازعنك في الأمر": فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عمّا أنت عليه من الحق. وهذا كقوله {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [القصص: 87] أشار إليه ابن كثير 3/ 334.
(¬4) "تفسير مقاتل" 2/ 28 أ.
(¬5) ذكره ابن الجوزي 5/ 449 ولم ينسبه لأحد.
(¬6) "تفسير مقاتل" 2/ 28 أ.

الصفحة 491