كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

قوله: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ} قال الليث: السطو: شدة البطش. والفحل يسطو على طروقته (¬1).
وقال أبو زيد والفراء: كادوا يبطشون بهم (¬2).
ومنه يقال: الأيدي السواطي، التي تتناول الشيء. والساطي من الرجال الذي يسطو بقرنه فيبطش به ويتناوله. والله ذو سطوات أي: أخذات شديدة. ويقال: سطوت به وسطوت عليه (¬3).
وقال المبرد: يقال سطا زيد على عمرو وبعمرو. إذا تطاول عليه ليضع منه. وقال أبو إسحاق: يكادون يبطشون (¬4).
وقال مجاهد (¬5) ومقاتل (¬6): يكادون يقعون بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وهو قوله: {بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} أي: يبسطون إليهم أيديهم بالسوء.
قوله: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ} قال المفسرون: قل يا محمد لهم: أفأنبئكم بشر لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون (¬7). ثم
¬__________
(¬1) قوله في "تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24، 25 (سطا).
وهو في "العين" 7/ 277 مادة (سطا).
وطروقته: أنثاه. "لسان العرب" 10/ 216 (طرق).
(¬2) "تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24 عن الفراء وأبي زيد. وقول الفراء في "معاني القرآن" له 2/ 230.
(¬3) انظر: (سطا) في "تهذيب اللغة" للأزهري 13/ 24، "الصحاح" للجوهري 6/ 2376،
"أساس البلاغة" للزمخشري ص 439، "لسان العرب" 14/ 384.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 438.
(¬5) رواه الطبري 17/ 202 عن مجاهد مختصرًا.
(¬6) "تفسيرمقاتل" 2/ 28 أ.
(¬7) "الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 56 ب.

الصفحة 495