كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

ذكر (¬1) ذلك فقال: {النَّارُ}.
قال أبو إسحاق: أي هو النار أو هي النار، كأنهم (¬2) قالوا: ما ذلك الذي هو شر؟ فقيل: النارُ. قال: ويجوز الخفض على البدل من (شر) والنصب على أعني (¬3). قال: والرفع أثبت في النحو (¬4).
ونحو هذا قال الفراء: سواء ترفع (النار) لأنها معرفة فسرت الشر وهو نكرة، كما تقول: مررت برجلين: أبوك وأخوك. ولو نصبتها بما عاد من ذكرها ونويت بها الاتصال بما قبلها كان وجهًا. ولو خفضتها على الباء: أنبئكم بشر من ذلكم [بالنار، كان صوابًا. والوجه الرفع (¬5).
وذهب مقاتل في تفسير قوله: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ}] (¬6) إلى غير ما ذكرنا وهو أنه قال: إن المشركين لما سمعوا القرآن قالوا: ما شأن محمد وأصحابه أحق بهذا الأمر منا والله إنهم لشر خلق الله، فأنزل الله {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ} من النبي وأصحابه من وعده الله النار وصار إليها يعني الكافر فهم أشرار الخلق (¬7).
وهذا تعسف وتفسير لا يساعده اللفظ.
وقال بعض أهل المعاني: معنى الآية: بشر عليكم مما يلحق التالي
¬__________
(¬1) في (أ) زيادة (من) بعد قوله: (ذكر)، وهو خطأ.
(¬2) في (ط)، (د)، (ع): (وكأنهم)، والمثبت من (أ) هو الموافق لما في المعاني.
(¬3) في (أ): (أعلى) والعبارة عند الزجاج: فهو على معنى: أعني النار.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 438.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 230.
(¬6) ما بين المعقوفين كرره ناسخ (أ) مرتين.
(¬7) "تفسير مقاتل" 2/ 28 ب.

الصفحة 496