كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

الذباب، وفيه معنى المثل (¬1).
وروى عن ابن عباس: {الطَّالِبُ}: الذباب، {وَالْمَطْلُوبُ}: الصنم (¬2). وذلك أن الذباب يطلب ما يسلب الصنم من طيب أو طعام والصنم المطلوب منه السلب.
وقال الضحاك: يعني العابد والمعبود (¬3). وهذا معنى قول السدي: الطالب: الذي يطلب إلى هذا الصنم بالتقرب إليه، والصنم المطلوب إليه (¬4) (¬5).

74 - قوله: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} قال ابن عباس (¬6)، ومقاتل (¬7)، والزجاج (¬8): ما عظموا الله حق عظمته حيث جعلوا هذه الأصنام شركاء له.
وقال أبو عبيدة: ما عرفوا الله حق معرفته ولا وصفوه حق صفته (¬9).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 230.
(¬2) ذكره عنه الثعلبي 3/ 56 ب.
(¬3) ذكره عنه الثعلبي 3/ 56 أ.
(¬4) (إليه): ساقطة من (ظ).
(¬5) رواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" 6/ 75. قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/ 182 - بعد ذكره للأقوال المتقدمة في معنى الطالب والمطلوب-: والصحيح أن اللفظ يتناول الجميع فضعف العابد والمعبود والمُستلِب والمُستلَب.
(¬6) ذكره ابن الجوزي 5/ 453، والقرطبي 12/ 98 من غير نسبة لأحد.
(¬7) "تفسيرمقاتل" 2/ 28 ب.
(¬8) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 438.
(¬9) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 54. وفيه: مبلغ صفته.

الصفحة 501