كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

يعني: أن من أشرك بعبادته غيره لم (¬1) يوحده، وعبادته إنما تصح مع التوحيد فجاز أن يسمي التوحيد عبادة؛ لأنه أصل العبادة وأعظمها.
وقال أبو إسحاق: أي: اقصدوا بركوعكم وسجودكم الله -عز وجل- وحده (¬2).
{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} قال مقاتل: الخير الذي أمرتم به (¬3). كأنه بمعنى (¬4) الصلاة.
وقال ابن عباس: يريد صلة الرحم ومكارم الأخلاق (¬5).
وقال الزجاج: الخير كل ما أمر الله به {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} قال: لترجوا أن تكونوا على فلاح (¬6).
وقال ابن عباس: يريد: كي تسعدوا وتبقوا في الجنة (¬7).
وذكرنا قديمًا هذين المذهبين في {لَعَلَّكُمْ} أينما كان في القرآن (¬8).

78 - قوله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} قال ابن عباس -في رواية عطاء: بنية صادقة (¬9) - وعلى هذه حق الجهاد أن يكون بنية صادقة خالصة لله تعالى.
¬__________
(¬1) في (ظ): (ولم).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 439.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 29 أ.
(¬4) في (ظ)، (د)، (ع): (يعني).
(¬5) ذكره عنه البغوي 5/ 401، والزمخشري 3/ 23، وأبو حيان 6/ 391.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 439.
(¬7) ذكره عنه البغوي 5/ 401، وذكره ابن الجوزي 5/ 454 من غير نسبة لأحد.
(¬8) انظر: "البسيط" ظهر قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
(¬9) ذكر هذا القول البغوي 5/ 402، وعزاه لأكثر المفسرين.

الصفحة 504