كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وقال عمرو بن دينار: هو السكون وحسن الهيئة (¬1).
وقال الحسن وقتادة: خائفون (¬2).
وهذا معنى؛ لأن (¬3) من سكن في صلاته إنما هو لخوفه من الله.
فالخوف معنى للخشوع وليس بتفسير له. وكذلك قول من فسره بغض البصر وخفض الجناح (¬4). كل ذلك يؤول إلى السكون، يدل عليه ما روي عن ابن عباس -في هذه الآية- قال: خشع (¬5) من خوف الله، فلا يعرف مَنْ على يمينه ولا مَنْ على يساره (¬6).
وروي عن ابن سيرين قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى نظر في السماء،
¬__________
= الصلاة: السكوت فيها. وعزاه لابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
ورواه عن إبراهيم الطبري في "تفسيره" 18/ 2 وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 84 بلفظ: ساكتون، وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير.
قال النحاس في "معاني القرآن" 4/ 442: وقول مجاهد وإبراهيم في هذا حسن؛ وإذا سكن الإنسان تذلل ولم يطمح ببصره ولم يحرك يديه.
(¬1) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 58 أ.
(¬2) ذكره عنهما الثعلبي و"الكشف والبيان" 3/ 58 أ.
ورواه عبد الرزاق 2/ 43، والطبري 14/ 3 عن الحسن. وذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 84 أن عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر أخرجوا عن قتادة قال: الخشوع في القلب هو الخوف. ولم أر زيادة هو الخوف عند الطبري 18/ 3.
(¬3) في (ع): (لا من. وبينهما بياض.
(¬4) هذا تفسير الحسن البصري كما عزاه إليه الطبري 18/ 2، وتفسير مجاهد كما عزاه إليه الثعلبي 3/ 58 أ.
(¬5) في (أ): (يخشع).
(¬6) ذكره البغوي 5/ 408 بنحوه، وعزاه لسعيد بن جبير.

الصفحة 521