كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

سوى أنهم للحق أهل وأنهم ... إذا نسبوا قالوا: سلالة أحمد
واختلفوا في المعنى بالإنسان في هذه الآية:
فقال ابن عباس -في رواية عطاء- يريد آدم (¬1).
وهو قول قتادة (¬2)، ومقاتل (¬3)، واختيار الفراء (¬4). قال قتادة: استل (¬5) آدم من طين، وخلقت ذريته من ماء مهين.
ونحو هذا قال الفراء: السلالة التي تسل من كل تربة (¬6). وكذا روي في خلق آدم -عليه السلام- أن طينه استل من الأرض طيبها وسبخها (¬7) وجميع أنواعها (¬8).
¬__________
(¬1) ذكره عنه ابن الجوزي 5/ 462، والرازي 23/ 84، وأبو حيان 6/ 398.
(¬2) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 44، والطبري 18/ 7.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 29 ب.
(¬4) يظهر أن الواحدي اعتمد في نسبة هذا القول إلى الفراء على الأزهري، فإن
الأزهري في "تهذيب اللغة" 12/ 293 ذكر قول قتادة: استل آدم ... ، ثم قال: وإلى هذا ذهب الفراء.
أما كتاب الفراء "معاني القرآن" 2/ 231 فليس فيه ذكر لشيء من ذلك، وإنما فيه: السلالة ...
(¬5) في (ظ)، (ع): (أسل).
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 231.
(¬7) سبخها: السبخُ: المكان يسبخ فيبنت الملح، والسبخة - محركة ومسكنة: أرض ذات نَزٍّ وملح.
انظر: "لسان العرب" 3/ 2224 (سبخ) "تاج العروس" 7/ 269 (سبخ).
(¬8) روى أبو داود في "سننه" كتاب: السنة، باب: في القدر 12/ 455، والترمذي في "جامعه" كتاب: التفسير، سورة البقرة 8/ 290 وغيرهما عن أبي موسى الأشعري =

الصفحة 535