كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

قال مجاهد: {سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}: من مني (¬1) آدم (¬2). قال عكرمة: هو الماء يسيل من الظهر (¬3) سلًا (¬4).
وعلى هذا القول أراد بالإنسان: ولد آدم. جعله اسمًا للجنس وهو اختيار الكلبي، لأنه قال في قوله: {خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} (¬5) هو ابن آدم (¬6).
وقوله: {مِنْ طِينٍ} أراد تولد السلالة من طين خلق آدم منه كما قال الكلبي: يقول من نطفة، سُلت تلك النطفة من طين والطين آدم (¬7).

13 - ويدل على أن المراد بالإنسان ابن آدم قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} يعني ابن آدم؛ لأن آدم لم يكن نطفة في رحم.
وعلى القول الأول عادت الكناية إلى ابن آدم لا إلى الإنسان المذكور في الآية الأولى (¬8)، وجاز ذلك لأنه (¬9) لما ذكر (¬10) الإنسان - والمراد به
¬__________
= وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 91 بمثل السياق هنا، وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(¬1) في (ع): (بني)، وهو خطأ.
(¬2) رواه الطبري 18/ 7، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 91 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(¬3) في (ظ): (الطين).
(¬4) ذكره عنه البغوي 5/ 411.
(¬5) في (ظ)، (ع): (خُلق)، وهو خطأ.
(¬6) ذكره عنه أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" 2/ 135.
(¬7) ذكره عنه البغوي 5/ 411.
(¬8) في (أ): (الأول).
(¬9) لأنه: ساقط من (ظ)، (ع).
(¬10) في (ع): (ذكرنا).

الصفحة 537