كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وقال ابن قتيبة: إنما سميت طرائق؛ لأن بعضها فوق بعض، ويقال: ريش طراق (¬1).
قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} قال مقاتل: يعني خلق السماء وغيره (¬2).
وقال الزجاج: أي لم يكن ليغفل عن حفظهن. كما قال الله -عز وجل-: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} [الأنبياء: 32] (¬3).
وهذا معنى قول الفراء: عما خلقنا غافلين: يقول: كنا له حافظين (¬4).
وهذا الذي ذكراه (¬5) هو ما قاله (¬6) المفسرون: وما كنا عن (¬7) خلقنا غافلين من أن تسقط السموات عليهم، بل أمسكنا السماء بقدرتنا لكيلا (¬8) تسقط على الخلق فتهلكهم (¬9).
قال الزجاج: ويجوز أن يكون المعنى: إنا لِحِفْظِنَا إياهم خلقنا السموات (¬10).
¬__________
(¬1) "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 296. وفيه: ريش طرائق.
(¬2) "تفسير مقاتل" 2/ 29 ب.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 9.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 232.
(¬5) في (ظ): (ذكرنا).
(¬6) في (ظ): (قال).
(¬7) في (أ): (عن. والمثبت من (ظ)، (ع) هو الموافق لما عند الثعلبي.
(¬8) في (أ): (كيلا).
(¬9) هذا كلام الطبري 18/ 12 والثعلبي 3/ 60 أ. وذكره الرازي 23/ 87 وعزاه لسفيان بن عيينة.
(¬10) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 9 وفيه: خلقنا هذا الخلق.

الصفحة 544