كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

قال (¬1) أبو علي: قد قالوا أنبت في معنى: نبت، وكأن الهمزة في أنبت مرة للتعدي ومرة لغيره، يكون من باب: أحال وأجرب وأقطف، أي: صار ذا حيال وجرب، والأصمعي ينكر أنبت، ويزعم أن قصيدة زهير التي فيها: [حتى إذا] (¬2) أنبت البقل، متهمة. وإذا (¬3) جاء الشيء مجيئًا كان للقياس فيه مسلك وروته الرواة لم يكن بعد ذلك موضع مطعن (¬4).
وأما وجه القراءة (¬5)، فمن قرأ {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} احتمل وجهين:
أحدهما: أن يجعل الجار زائدًا، يريد: تنبت الدهن (¬6). ولحقت الباء كما لحقت في قوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] أي: لا تلقوا أيديكم، يدلك على ذلك قوله: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: 8] (¬7) (¬8).
وقد زيدت هذه الباء مع الفاعل كما زيدت مع المفعول، وزيادتها مع
¬__________
(¬1) في (ظ)، (ع): (وقال).
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ع).
(¬3) في (ع): (إذا).
(¬4) "الحجة" 5/ 292.
(¬5) في (ظ): (القراء).
(¬6) في (أ): (بالدهن)، وهو خطأ.
(¬7) قوله [أن تميد بكم] ساقط من (ظ)، (ع).
(¬8) وعلى هذا الوجه تكون حجة من ضم التاء من قوله (تُنبت) أنه جعله رُباعيًا من: أنبت ينبت، وتكون الباء في (بالدهن) زائدة، لأن الفعل يتعدى إذا كان رباعيًا بغير حرف، كأنه قال: تنبت الدهن، لكن دلت بالباء على ملازمة الإنبات للدهن، كما قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] فأتى بالباء، و (اقرأ) يتعدى بغير حرف لكن دلت الباء على الأمر بملازمة القراءة. أهـ من "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127.

الصفحة 552