كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

محذوفًا تقديره: وينبت جناها أو ثمرها وفيها دهن وصبغ (¬1).
قال أبو الفتح الموصلي في شرح هذا الوجه الثاني: ذهب كثير من الناس إلى أن الباء في قوله: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} زائدة، وأن تقديره: تنبت الدهن. وهذا عند حذاق أصحابنا على غير وجه الزيادة، وتأويله عندهم: تنُبْت ما تنبته والدهن فيه، كما تقول: خرج زيد بثيابه، أي: وثيابه عليه، وركب الأمير بسيفه، أي: وسيفه معه، كما أنشده الأصمعي (¬2):
وَمُسْتَنّةٍ كاسْتِنان الخَرُو ... ف قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بِالمِرْوَدِ
أي: قطع الحبل ومروده فيه (¬3). وأنشد أبو علي في هذا الوجه فقال (¬4):
¬__________
(¬1) "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 291 - 292 مع تقديم وتأخير. وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 485، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 127.
(¬2) إنشاد الأصمعي لهذا البيت في "سر صناعة الإعراب" لابن جني 1/ 134، وفي "المحتسب" 2/ 88 لابن جني أيضًا ولم يذكر قائله.
وقد ذكر الجوهري في "الصحاح" 4/ 1348 (خرف) أن الأصمعي أنشده في كتاب (الفرس) ونسبه لرجل من بني الحارث. وكذا قال ابن منظور في "لسان العرب" 9/ 66 (خرف).
والبيت بلا نسبة في: "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 350 (خرف)، "المخصص" لابن سيده 6/ 137.
قال ابن منظور 9/ 66 - 67: وقوله: (مستنة): (يعني طعنة فار دَمُها باستنان، والاستنانُ والسنُّ: المَرُّ على وجهه، يريد أن دمها مر على وجهه كما يَمْضي المُهْر .. والمِرْودَ: حديدة توتد في الأرض يُشَدّ فيها حَبْل الدَّابة.
قال الجوهري 4/ 1348: والخروف: الحَمَلُ، وربَّما سُمِّي المُهْرُ إذا بلغ ستَّة أشهر أو سبعة أشهر خروفا، حكاه الأصمعي.
(¬3) "سر صناعة الإعراب" 1/ 134
(¬4) (فقال): ليست في (ظ)، (ع).

الصفحة 555