{فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} قال ابن عباس: في الأمم الماضية (¬1).
والباء قوله {بِهَذَا} (¬2) زائدة (¬3)، و {فِي} ظرف لمحذوف. كأنه قيل: ما سمعنا بهذا سابقًا أو كائنًا في آبائنا الأولين.
25 - قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ} أي حالة جنون، وهي غمرة تغطي العقل وتستره (¬4).
وقال الفراء: {حَتَّى حِينٍ} أي إلى وقت ما. ولم يعنوا بذلك وقتًا معلومًا، وهو كقول القائل: دعه إلى يوم ما (¬5).
26 - قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي} قال ابن عباس ومقاتل: انصرني بتحقيق قولي في العذاب أنه نازل بهم في الدنيا على من لم يطعني ولم يسمع رسالتي (¬6).
{بِمَا كَذَّبُونِ} أي بتكذيبهم إياي. والمعنى: انصرني بإهلاكهم
¬__________
(¬1) ذكره عنه القرطبي 12/ 118.
(¬2) في (ع): (هذا).
(¬3) هذا القول محل نظر، والأظهر في هذا أن فعل (سمعنا) مُضمن لمعنى فعل آخر فلذا عُدي بالباء.
قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" 18/ 43: ولما كان السماع المنفي ليست سماعًا بآذانهم لكلام في زمن آبائهم، بل المراد ما بلغ إلينا وقوع مثل هذا في زمن آبائنا، عُدي فعل (سمعنا) بالباء لتضمينه معنى الاتصال. أهـ.
(¬4) انظر: "لسان العرب" 13/ 92 (جنن).
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 234 مع اختلاف يسير. وهذا كلام الطبري 18/ 17 بنصه، ولم ينسبه الطبري لأحد.
(¬6) "تفسير مقاتل" 2/ 30 أإلى قوله: نازل بهم في الدنيا. وذكر الرازي 23/ 93 هذا القول، ولم ينسبه لأحد.