كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

جزاء لهم بتكذيبهم.
قال أهل المعاني: وهذا دعاء عليهم بالإهلاك (¬1) من أجل التكذيبة (¬2)

27، 28 - قوله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} مفسر في سورة هود إلى قوله. {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ} (¬3).
قوله: {فَاسْلُكْ فِيهَا} أي ادخل في سفينتك. وذكرنا تفسيره عند قوله: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحجر: 12].

29 - قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا} المنزل يجوز أن يكون مصدرًا بمنزلة: أنزلني إنزالاً مباركًا، وعلى هذا يجوز أن يعلى الفعل إلى مفعول آخر. ويجوز أن يكون المنزل موضعًا للإنزال كأنه قيل: أنزلني مكانًا أو موضعًا. وعلى هذا الوجه قد استوفى الإنزال مفعوليه. وقرأ أبو بكر عن عاصم (مَنزِلًا) بفتح الميم وكسر الزاي (¬4). ويجوز على هذه القراءة الوجهان، أحدهما: أن يكون موضع نزول. والآخر أن يكون مصدرًا. ودل (أنزلني) على أنزل (¬5) فانتصب (منزلًا) على أنه مصدر. وعلى الوجه الأول على أنه محل (¬6).
¬__________
(¬1) في (ظ): (بإهلاكهم).
(¬2) ذكر الجشمي في "تهذيبه" 6/ 197 ب نحو هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.
(¬3) انظر: "البسيط" سورة هود: 37 - 38.
(¬4) وقرأ الباقون: (منزلا) بضم الميم وفتح الزاي. "السبعة" ص 445، "التبصرة" ص 269،"التيسير" ص 159.
(¬5) في "الحجة": على نزلت.
(¬6) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 5/ 294 - 294 مع تقديم وتأخير وتصرف. وانظر في توجيه القراءتين أيضًا. "علل القراءات" للأزهري 2/ 434، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 128.

الصفحة 562