كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

قال أبو علي الفارسي: لا يخلو (أن) الثانية في قوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ} الآية، وفي (¬1) قوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ} الآية، وفي قوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬2) [الأنعام: 54] من أن يكون: بدلاً من الأول (¬3)، أو يكون مكررًا (¬4) للتأكيد وطول الكلام، أو يكون زائدًا غير معتد (¬5) به كما في قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ} (¬6)، أو يكون مرتفعًا بالظرف. فمذهب (¬7) سيبويه (¬8): أن الثانية بدل من الأولى، ومذهب أبي العباس (¬9) وأبي عمر الجرمي أنه مكرر للتأكيد، ومذهب أبي الحسن (¬10) أنه مرتفع بالظرف (¬11)،
¬__________
(¬1) في (ع): (في).
(¬2) قوله: [سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح] ساقط من (ع). وفي (أ): (بيان)، وفي (ظ) قوله: (سوءًا بجهالة). ثم سقط ما بعده وهو قوله (ثم تاب من بعده وأصلح). وفي الإغفال الآية كاملة.
(¬3) هكذا في (أ)، (ظ)، والإغفال. وفي (ع): (الأول. وقد غيرها محقق الإغفال إلى الأولى. وأشار إلى ذلك في الحاشية 2/ 1081.
(¬4) هكذا في جميع النسخ وفي الإغفال أيضا، وقد غيرها محقق الإغفال إلى: تكون مكرره. وغير ما بعدها أيضًا. وأشار إلى ذلك في الحاشية 2/ 1081.
(¬5) في (ظ)، (ع): (غير متعد)، وفي (أ): (غير متعديه)، وانظر: "الإغفال" 2/ 1081.
(¬6) النساء: 155، المائدة: 13.
(¬7) في (أ): (فذهب).
(¬8) "الكتاب" 3/ 132 - 133.
(¬9) هو: المبرد وانظر قوله في "المقتضب" 2/ 356.
(¬10) هو: الأخفش.
(¬11) ذكر الأخفش في "معاني القرآن" 1/ 289 في هذه الآية {أَيَعِدُكُمْ} أن الآخرة بدل من الأولى.

الصفحة 565