كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

مَاويّ ياربتما غارةٍ ... شَعْواءَ كاللَّذْعَةِ بِالميسَمِ
ونحو هذا ذكر أبو إسحاق فقال: من فتحها فلأنها بمنزلة الأصوات وليست مشتقة من فعل فبنيت هيهات كما بنيت (¬1) ذَيَّة (¬2) (¬3).
ويجوز التنوين مع الفتح.
قال ابن الأنباري: من قال هيهاتًا بالتنوين (¬4) شبهه بقوله: {فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 88] (¬5). يعني أن هيهاتًا بمنزلة بعيدًا.
ويجوز هيهات بكسر التاء.
قال الفراء: هو بمنزلة دَرَاكِ ونَظَارِ (¬6). يعني أن دراك اسم للأمر بمعنى
¬__________
= بأن مجرورها مؤنث، و (ما) زائدة بين رب ومجرورها .. ، والغارة: اسم من أغار القوم إغارة، أي: أسرعوا في السير. (الشعواء): (الغارة المنتشرة، وهي بالعين المهملة، واللذعة بالذال المعجمة والعين المهملة، ثم لذعته النار، إذا أحرقته، والميسم: ما يوسم به البعير بالنار. أهـ.
قال ابن قتيبة في "المعاني" 2/ 1005: يريد كأنها -يعني الغارة- في سرعتها لذعه بميسم في وَبْر.
(¬1) في (ع): (كما بنيت هيهات)، كررت هيهات خطأ.
(¬2) في (أ): (إيه)، وفي (ع): (ربه). والمثبت من (ظ) وهو الموافق لما في "معاني القرآن" للزجاج.
يقال: كان من الأمر ذَيَّة وذَيَّة بمعنى: كَيْتَ وكيْت. "تاج العروس" للزبيدي 4/ 423 (ذيت).
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 12.
(¬4) (بالتنوين): ساقطة من (ط)، (ع).
(¬5) قول ابن الأنباري في "تهذيب اللغة" 6/ 484 (هيهات) بنصه.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 235. قال الجوهري: وقولهم: دَرَاكِ أي أدْرِكْ، وهو إسم لفعل الأمر، وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين؛ لأن حقها السكون للأمر. وقولهم: نَظَارِ، مثل قَطَامِ، أي: انتظره. "الصحاح" 2/ 830 (انظر)، 4/ 1589 (درك).

الصفحة 580