كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

الوقت الذي قدر لهلاكهم. وهذا الآية مما قد (¬1) سبق تفسيره (¬2).

44 - قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} اختلفوا في تترى، فأكثر القراء على ترك التنوين فيها (¬3) (¬4)؛ لأنها فَعْلى من المواترة، وفعلى لا يُنون كالتقوى والدعوى.
قال أبو علي: والأقيس أن لا يصرف لأن المصادر تلحق أواخرها ألف التأنث كالدعوى والعدوى والذكرى والشورى (¬5).
وقال الفراء: أكثر العرب على ترك التنوين يُنزل بمنزلة تقوى (¬6).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (تَتْرَا) منونة. وهذا القراءة تحتمل وجهين:
أحدهما: أن تترى بمنزلة فعلا (¬7)، والألف فيه بمنزلتها في رأيت زيدًا وعَمرًا. والآخر: أن تكون الألف للإلحاق نحو أرطى (¬8) ومعزى.
¬__________
(¬1) (قد): زيادة من (ظ)، (ع).
(¬2) انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} [الحجر: 5]
(¬3) في (ظ): (منها).
(¬4) قرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: (تترا) بلا تنوين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو؛ كما سيذكر الواحدي: (تترا) منونة.
"السبعة" ص 446، "التبصرة" ص 269، "التيسير" ص 159.
(¬5) "الحجة" لأبي علي الفارسي 2/ 295. وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 435، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 488، "الكشف" لمكي 2/ 129.
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 2/ 236.
(¬7) في (ظ)، (ع): (فعلاء).
(¬8) في (أ): (رطى) وأرطى: شجر من شجر الرمل. والواحدة: أرطأة. "الصحاح" للجوهري 6/ 2358 (رطا).

الصفحة 587