كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

رأيت عنتًا (¬1)، وهذا ليس بالكثير، ولا تحمل عليه القراءة ومن جعل الألف للإلحاق أو التأنيث أمال الألف إذا وقف عليها (¬2).
والزجاج وأبو العباس يختاران (¬3) أن تكون الألف في قراءة من قرأ بالتنوين ألف الإعراب. قال أبو العباس: من قرأ (تترى) بغير تنوين فهو مثل شكوى غير منونة، ومن قرأ تترًا (¬4) مثل شكوت شكوى (¬5).
وقال أبو الفتح: من نون جعل ألفها للإلحاق بمنزلة ألف أرطى ومعزى، ومن لم ينون جعل ألفها للتأنيث بمنزلة ألف سكرى وغضبى (¬6).
وعلى القراءتين التاء الأولى بدل من الواو وأصلها: (وترى) و (وترا) (¬7)، فأبدل التاء من الواو كما قالوا: تولج وأصله وولج من ولج. وأنشد أبو إسحاق (¬8):
فإن يَكُنْ أمْسَى البِلَى تَيْقُورِي
أي: وْيقُوري فَيْعُول من الوقار (¬9).
¬__________
(¬1) في (أ): (عثتًا)، وفي (ظ): (مهملة)، وفي (ع) و"الحجة": (عنتًا).
(¬2) "الحجة" لأبي علي 5/ 296.
(¬3) في (أ): (يختار).
(¬4) في "تهذيب اللغة" 14/ 311: تترى.
(¬5) قول أبي العباس في "تهذيب اللغة" للأزهري 14/ 311 (تترى) مع تقديم وتأخير.
(¬6) "سر صناعة الإعراب" (146 - 147).
(¬7) في (أ): (موتري).
(¬8) أنشد أبو إسحاق الزجاج هذا الشطر من الرجز في "معاني القرآن" 4/ 14 ومن غير نسبة وهو للعجاج كما في "ديوانه" ص 224، "الكتاب" 4/ 32، "تهذيب اللغة" للأزهري 14/ 311 (تترى)، "لسان العرب" 5/ 290 (وقر).
(¬9) قوله: وعلى القراءتين إلى هنا نقلا عن "معاني" الزجاج 4/ 106 مع اختلاف يسير.

الصفحة 589