كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وهذا قول عكرمة، وسعيد (¬1)، والسدي.
واختلفوا في اشتقاق معين:
فقال الفَرَّاء: لك (¬2) أن تجعل المعين مفعولًا من العين (¬3)، وأن تجعله فعيلًا من الماعون، يكون أصله المَعْن، والمعن: الاستقامة (¬4).
واختار الزَّجَّاج وابن قتيبة القول الأول. واستبعد (¬5) الزَّجَّاج أن يكون فعيلًا من المعن وقال: هذا بعيد؛ لأنَّ المعن في اللغة: الشيء القليل، ومعين: ماء جار من العيون (¬6).
وقال ابن قتيبة: {وَمَعِينٍ} ظاهر من الماء، وهو مفعول من العين، كأنَّ أصله معيون، كما يقال: ثوبٌ مخيط، وبرٌ مكيل (¬7).
واختار أبو علي القول الثاني، وزيف القول الأول، وقال: ليس المعن في اللغة الشيء القليل، ولكنَّه السهل الذي ينقاد ولا يعتاص (¬8)،
¬__________
= [الملك: 30] رواية عن بن عباس في قوله: "بماء معين" قال: ظاهر.
ثم قال السيوطي: وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة مثله.
(¬1) في (أ): (سعيد وعكرمة).
وروى هذا القول عن سعيد: الطبري 18/ 27 وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 198 ووقع فيه: "الظاهر" بالمهملة.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 100 وعزاه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر.
(¬2) (لك): ساقطة من (أ).
(¬3) في (أ): (المعين)، وهو خطأ.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 237.
(¬5) في (أ): (فاستبعد).
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 15 مع تقديم وتأخير.
(¬7) "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 297.
(¬8) في (ظ)، (ع): (ولا يعتاض)، وهو خطأ. ويعتاص: يصعب استخراجه. انظر: "لسان العرب" 7/ 58 (عوص).

الصفحة 599