كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)
فمعين فعيل من هذا، لا يتجه على غير ذلك. فأما من ذهب فيه (¬1) إلى أنه من العين فما أرى قوله لا بعيدًا من الصواب ممتنعًا، ألا ترى أنه لا يقال: عين الماء إذا رؤى جاريًا من العين، وإنّما يقال: عين، إذا أصيب بعين، وله عندنا وجيه (¬2) ضعيف، وذلك أنَّ أبا زيد حكى أنهم يقولون للجبان: مفؤود، ولا فعل (¬3) له.
وحكى أبو زيد أيضًا أنهم يقولون: مُدَرْهَمٌ (¬4) ولم (¬5) يقولوا دُرْهِمَ، فيجوز على قياس هذا الذي حكاه أبو زيد أن يكون معين مفعولاً، وإن لم يقل: عين. والقياس على هذا الشَّاذ النادر لا يراه سيبويه (¬6)، وليس ينبغي أن يؤخذ بهذا لضعفه، مع (¬7) فُشوّ (¬8) الأول وكثرته وظهور المعنى الذي وصفناه (¬9).
ثم ذكر (¬10) بإسناد له (¬11) عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير في
¬__________
(¬1) (فيه): ساقطة من (ظ).
(¬2) في (أ): (وجه).
(¬3) في الإغفال 2/ 1138: قال: ولا فعل له.
(¬4) مُدَرْهَم: -بفتح الهاء-: كثير الدوام. "لسان العرب" 12/ 699 "درهم"، "القاموس المحيط" 4/ 111.
(¬5) في (ع): (ولا).
(¬6) انظر: "الكتاب" 2/ 402، 4/ 8.
(¬7) (مع): ساقطة من (ظ).
(¬8) في (ظ): (فشؤه).
(¬9) في (أ): (وصفت)، وفي (ظ)، (ع) والإغفال. (وصفاه).
(¬10) يعني أبا علي الفارسي.
(¬11) في (أ): (بإسناده).
الصفحة 601
614