كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وقال الزَّجَّاج: إنّما خوطب بهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قيل: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ}، وتضمن هذا الخطاب أن الرسل جميعًا كذا أمروا (¬1).
وقال ابن قتيبة: خوطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد مخاطبة الجميع (¬2).
وذهب أخرون إلى أن هذا إخبار عما قيل لعيسى -عليه السلام- وهذا الخطاب له (¬3).
واختار محمد بن جرير هذا القول، واحتج بحديث أبي إسحاق السبيعي (¬4)، عن عمرو (¬5) بن شرحبيل في هذه الآية قال: كان عيسى يأكل من غزل أمّه (¬6).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 15.
(¬2) "غريب القرآن" لابن قتيبة 3/ 297.
(¬3) هذا قول الطبري 18/ 28، والثعلبي 3/ 62 أ.
(¬4) هو: عمرو بن عبد الله، الهمداني، السبيعي، الكوفي، أبو إسحاق. شيخ الكوفة، وعلامها، ومحدثها. كان من العلماء العاملي، وقال علي بن المدينة: حفظ العلم على هذه الأمة ستة: ذكر منهم أبا إسحاق. قال الذهبي ثقة، حجة بلا نزاع، كبر وتغير حفظه تغير السن ولم يختلط. وقال ابن حجر: ثقة، عابد، اختلط بآخرة. توفي سنة 127 هـ، وقيل: 128 هـ.
"طبقات ابن سعد" 9/ 313، "سير أعلام النبلاء" 5/ 392، "غاية النهاية" 1/ 602، "تهذيب التهذيب" 8/ 63، "تقريب التهذيب" 2/ 73، "طبقات الحفاظ" للسيوطي ص 43.
(¬5) في (أ): (عمرة)، وهو نصحيف.
(¬6) رواه الطبري في "تفسيره" 18/ 28 عن عمرو، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 100 وعزاه أيضًا لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد تعقَّب ابن عطية في "المحرر" 10/ 365 هذه الرواية بقوله: والمشهور أنه كان يأكل من بقل البرية.

الصفحة 604