كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وروي هذا القول مرفوعًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في هذه الآية: "ذاك عيسى ابن مريم كان يأكل من غزل أمه" (¬1).
قوله: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} قال الضحّاك: أمرهم أن لا يأكلوا إلا حلالاً طيبًا (¬2)، كلهم أمرهم بذلك (¬3).
والمعنى: كلوا من الحلال. قاله ابن عباس.
قال الزَّخَّاج: وكل مأكول حلال مستطاب (¬4).
ويقول قوم: إذا قلنا إنَّ هذا خطاب لمحمد -صلى الله عليه وسلم- فالمراد بالطيبات الغنائم وأنها ما أحلت إلا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬5).
قال الزَّجَّاج: وأطيب الطيبات الغنائم (¬6).
ومضى الكلام في الطيبات عند قوله: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (¬7).
قوله: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} أي اعملوا (¬8) بما أمركم الله به، وأطيعوه في أمره ونهيه.
{إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} لا يخفى عليَّ شيء من أعمالكم.
¬__________
(¬1) رواه عبدان في الصحابة كما في "الدر المنثور" 6/ 102 عن حفص بن أبي جبلة مرفوعًا. ثم قال السيوطي: مرسل، حفصٌ تابعي.
(¬2) (طيبا): ساقطة من (ظ).
(¬3) رواه عنه سعيد بن منصور في "تفسيره" (ل 157 أ) دون قوله: كلهم أمرهم بذلك.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 15 وتتمته: فهو داخل في هذا.
(¬5) لم أجده.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 15.
(¬7) البقرة: 57، 172.
(¬8) (اعملوا): ساقطة من (أ).

الصفحة 605