كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

52 - قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} في "إنَّ" ثلاثة أوجه من القراءة: أحدها: فتح الألف مع تشديد النّون (¬1) (¬2).
قال الفراء: الفتح على قوله: {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وبأن هذه (¬3) أمتكم، فموضعها خفض لأنها مردودة على (ما). قال: وإن شئت كان منصوبًا بفعل مُضْمرَ كأنك قلت: واعلمْ هذا. هذا (¬4) كلامه (¬5).
والوجه في هذه القراءة ما ذكره أبو إسحاق وشرحه (¬6) أبو علي.
قال أبو إسحاق -في قوله: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} -: أي فاتقون لهذا (¬7).
قال أبو علي: المعنى في هذه القراءة في قول الخليل وسيبويه (¬8) أنّه محمول على الجار، التقدير: ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون. أي اتقون (¬9) لهذا. ومثل ذلك عندهم قوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] أي لأن المساجد لله لا تدعوا معه غيره.
¬__________
(¬1) في (أ): (مع التشديد للنّون).
(¬2) أي: "وأنَّ هذه". وبها قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو.
"السبعة" ص 446، "المبسوط" لابن مهران ص 262، "التبصرة" ص 270، "التيسير" ص 159.
(¬3) عند الفراء: وعليم بأن هذه.
(¬4) (هذا): الثانية ساقطة من (ظ).
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 237.
(¬6) في (أ): (شرحه)، بدون واو.
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 15.
(¬8) "الكتاب" 3/ 126 - 127.
(¬9) في "الحجة": اعبدوني.

الصفحة 606