كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وكذلك عندهما قوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1] [كأنَّه فليعبدوا ربَّ هذا البيت لإيلاف قريش] (¬1)، أي: ليقابلوا هذه النّعمة بالعبادة للمنعم عليهم بها (¬2).
الوجه الثاني من القراءة: فتح الألف مع تخفيف "أن" (¬3).
ومعنى هذه القراءة على تقدير الأولى. ألا ترى أنّ "أنَّ" إذا خُفِّفت اقتضت ما يتعلق به (¬4) اقتضائها وهي غير مخفّفة (¬5).
قال أبو علي: والتخفيف حسن في هذا؛ لأنَّه لا فعل بعدها ولا شيء مما يلي (¬6) أن، وإذا كان كذلك كان تخفيفها حسنًا، ولو (¬7) كان بعدها فعل
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(¬2) "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 297. ويتحصل في نقل الواحدي عن الفراء والزجاج وأبي علي أن في قراءة من قرأ "أنَّ هذه" ثلاثة أوجه:
أحدها: أنَّها على حذف اللام، أي: ولأنّ هذه، وهذه اللام تتعلق بـ"اتقون".
الثاني: أنها معطوفة على ما قبلها وهو قوله "بما تعملون" أي: إني عليم بما تعملون وبأنَّ هذه.
الثالث: أن في الكلام حذفًا، تقديره واعلموا أنَّ هذه أمتكم.
"حجة القراءات" لابن زنجلة ص 488، "الكشف" لمكي 4/ 129، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري 2/ 150، "الدر المصون" للسمين الحلبي 8/ 349.
(¬3) أي: "وأنْ هذه" بفتح الألف وسكون النون، وهي قراءة ابن عامر.
"السبعة" ص 446، "المبسوط" لابن مهران ص 262، "التبصرة" ص 270، "التيسير" ص 159.
(¬4) في (ظ)، (ع): (بها)، والمثبت من (أ) و"الحجة".
(¬5) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 5/ 297. وانظرت "علل القراءات" للأزهري 2/ 436، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 129.
(¬6) في "الحجة": ما لا يلي.
(¬7) في (ظ): (وإن).

الصفحة 607