كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

لم يحسن حتى تُعوّض السّين أو سوف أو (لا) إذا كان في نفي. فإذا لم يكن فعل بعدها (¬1) ساغ التخفيف، ومثله قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: 10] (¬2).
الوجه الثالث: كسر الألف مع التشديد (¬3)، على الاستئناف (¬4).
ومعنى الآية: أنتم أهل دعوة واحدة ونصرة؛ فلا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا (¬5).
قال مقاتل: يقول: هذه ملتكم التي أنتم عليها يعني ملة الإسلام ملة واحدة. عليها كانت الأنبياء والمؤمنون الذين نجوا من العذاب الذين ذكرهم الله في هذه السورة (¬6).
ومضى الكلام في تفسير هذه الآية في سورة الأنبياء [آية: 92].
وأعلم الله (¬7) أن قومًا جعلوا دينهم أديانًا فقال (¬8):

53 - {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} قال مجاهد: هؤلاء أهل الكتاب (¬9).
¬__________
(¬1) (بعدها): ساقطة من (أ).
(¬2) "الحجة" للفارسي 5/ 297. وانظر: "أوضح المسالك" لابن هشام 2/ 265.
(¬3) أي: "وأنَّ هذه"، وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي.
"السبعة" ص 446، "المبسوط" لابن مهران 262، "التَّبصرة" ص 270، "التيسير" ص 159.
(¬4) "الحجة للفارسي" 5/ 297.
وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 436، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 488.
(¬5) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 5/ 297 بنصِّه.
(¬6) "تفسير مقاتل" 2/ 31 أ.
(¬7) في (ظ): (والله أعلم).
(¬8) من قوله: وأعلم الله إلى هنا. هذا قول الزجاج في "معانيه" 4/ 15.
(¬9) رواه الطبري 18/ 30.

الصفحة 608