كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وقال الكلبي: يعني مشركي العرب واليهود (¬1)، والنصارى تفرّقوا أهواءً وأحزابًا (¬2).
والكلام في هذا قد سبق في نظيرتها (¬3) في سورة الأنبياء [آية: 93].
قوله: {زُبُرًا} قال مجاهد وقتادة: كتبًا (¬4).
قال أبو إسحاق: وتأويله جعلوا دينهم كتبًا مختلفة جمع زبور (¬5).
وهي كتب أحدثوها- يحتجون فيها لمذاهبهم (¬6).
وقرئ (زبرًا) بفتح الباء (¬7). ومعناه: قطعًا. جمع زُبْرة كقوله: {زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96] (¬8). قال ابن عباس: يريد فِرقًا (¬9).
وقال السدي ومقاتل: قِطعًا فرقًا، فصاروا أديانًا: يهودًا ونصارى وصابئين ومجوسًا وأصنافًا شتى كثيرة (¬10).
¬__________
(¬1) في (ظ): (اليهود).
(¬2) ذكره عنه ابن الجوزي 5/ 478، والرازي 23/ 105.
(¬3) في (ظ): (نظيرها).
(¬4) رواه عن مجاهد الطبري في "تفسيره" 18/ 30، وذكره السيوي في "الدر المنثور" 6/ 103 وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهم.
ورواه عن قتادة: عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 46، والطبري 18/ 29، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 103 وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 16.
(¬6) هذا كلام الطبري 18/ 30، والثعلبي 2/ 62 أ.
(¬7) وهي قراءة الأعمش وأبي عمرو في رواية. انظر: "الشواذ" لابن خالويه ص 99، "البحر المحيط" 6/ 338، القرطبي 12/ 130.
(¬8) انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 238 و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 46.
(¬9) ذكره البغوي 5/ 42 ولم ينسبه لأحد.
(¬10) ذكر الماوردي 4/ 57 أوَّله عن السدّي. وقول مقاتل في "تفسيره" 2/ 31 أ.

الصفحة 609