كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)
وقال ابن زيد: عماهم (¬1). وقال الفراء: في جهالتهم (¬2).
وقال الزَّجَّاج: في عمايتهم وحيرتهم (¬3).
ومعنى الغمرة في اللغة: هي ما يغمرك ويعلوك ويغطي عليك. يقال: ما أشد غمرة هذا النهر، أي: يغطي على من دخله (¬4).
ثم الجهالة والضلالة والحيرة مما يغطي على قلب الإنسان وعقله، فيقال لها: غمرة. وذكرنا (¬5) الكلام فيها عند قوله: {فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [الأنعام: 93].
وقوله: {حَتَّى حِينٍ} قال ابن عباس: يريد نزول العذاب بالسيف أو بالموت (¬6).
55، 56 - قوله: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ} قال الفراء: (ما) في موضع الذي، وليست بحرف واحد: يقول: أيحسبون أنَّ ما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين أنّا جعلناه لهم ثوابًا (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره عنه الثعلبي 3/ 62 أ.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 238.
(¬3) "معاني القرآن" اللزجاج 4/ 16.
قال الشنقيطي في أضواء "البيان" 5/ 795: وأقوال أهل العلم في معنى غمرتهم راجع إلى شيء واحد .. وهو أنَّه أمره أن يتركهم فيما هم فيه من الكفر والضلال والغي والمعاصي.
(¬4) انظر: (غمر) في "تهذيب اللغة" للأزهري 8/ 128 - 129، "الصحاح" للجوهري 2/ 772، "لسان العرب" 5/ 29.
(¬5) في (أ): (ذكرنا).
(¬6) ذكره الرازي 23/ 105 بمعناه من غير نسبة.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 238.
الصفحة 611
614