كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 15)

وعلى (¬1) هذا يعني به القيامة كما قال في سورة أخرى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1].
قال أهل المعاني: واقتراب (¬2) حسابهم يحمل على أحد معنيين: إما لأن كل ما هو آت فهو قريب، وإما أنه قريب بالإضافة إلى ما مضى من الزمان (¬3).
وقوله تعالى: {فِي غَفْلَةٍ} قال الكلبي: جهالة (¬4).
وقال المفسرون: عما الله فاعل بهم ذلك اليوم (¬5).
{مُعْرِضُونَ} عن [التأهب] له (¬6) (¬7).
¬__________
(¬1) في (ع): (فعلى).
(¬2) في (أ): (واقترب).
(¬3) ذكر الماوردي (3/ 435)، والزمخشري في "الكشاف" 2/ 561، وابن الجوزي 5/ 339، والرازي في "مفاتيح الغيب" 22/ 139 هذين المعنيين من غير نسبة لأحد. وزاد الرازي القول الثاني بيانًا بقوله: إنَّ المعاملة إذا كانت مؤجلة إلى سنة ثم انقضى منها شهر؛ فإنه لا يقال: اقترب الأجل، أما إذا كان الماضي أكثر من الباقي فإنه يقال: اقترب الأجل، فعلى هذا الوجه قال العلماء: إن فيه دلالة على قرب القيامة، ولهذا الوجه قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "بعثت أنا والساعة كهاتين" [رواه البخاري في صحيحه (11/ 347) كتاب الرقاق].
وذكر الرازي قولاً ثالثًا: أن معنى اقتراب حسابهم أنه مقترب عند الله تعالى. قال: والدليل عليه قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47].
(¬4) لم أجده.
(¬5) هذا كلام الطبري في "تفسيره" 1/ 17 مع تصرف يسير.
(¬6) ساقط من (ع).
(¬7) الطبري 17/ 2، "الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 27 أ.

الصفحة 9