كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

فلان يأتي العمل الصالح ويأتي العمل الخبيث، ولهذا (¬1) ذهب وَهْمُها (¬2) إلى أنّه الذي يزني ويشرب (¬3) ويسرق.
وسألها عبيد بن عيير عن قراءتها فقالت: أشهد لكذلك (¬4) كان رسول الله يقرؤها، وكذلك أنزلت (¬5).
والقراء اليوم مجمعون على {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}.
قال ابن عمر: يؤدون الزكاة (¬6).
وإنّما خَصَّ إيتاء الزكاة من بين الطاعات؛ لأن من أدّى الزكاة وأطاع الله فيها فهو في غيرها أطوع، وكأنَّ إيتاء الزكاة عبارة عن الأعمال
¬__________
(¬1) في (ظ): (وهذا).
(¬2) وهمها: أي ظنها. انظر: "الصحاح" للجوهري 5/ 2054 (وهم).
(¬3) ويشرب: ساقط من (أ).
(¬4) في (أ): (كذلك).
(¬5) رواه سعيد بن منصور في "تفسيره" (ل 157 أ)، والإمام أحمد في مسنده 6/ 95، 144. والبخاري في كتابه "الكنى" ص 28.
قال ابن كثير في "تفسيره" 3/ 248: فيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. قال ابن كثير 3/ 248: والمعنى على القراءة الأولى -يعني يؤتون- وهي قراءة السبعة وغيرهم أظهر، لأنَّه قال "أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون" فجعلهم من السابقين، ولو كان المعنى على القراءة الأخرى -يعني: يأتون ما أتوا- لأوشك أن لا يكونوا من السابقين بل من المقتصدين أو المقصرين. والله أعلم. اهـ.
(¬6) رواه الطبري 18/ 32 من رواية ابن أبجر، عن ابن عمر.
وفي سنده جهالة. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 106 وزاد نسبته للفريابي. وذكر ابن عطية 10/ 370 عن ابن عباس وابن جبير أنهما قالا: هو عام في جميع أنواع البرّ. ثم قال ابن عطية: وهذا حسن، كأنَّه قال: والذين يعطون من أنفسهم في طاعه الله ما بلغه جهدهم.

الصفحة 10