كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

الصالحة، إذْ هو الأفضل والأشق على النفس.
قال الحسن في هذه الآية: المؤمن جمع إحْسانًا وشفقة (¬1).
فأما نظم الآية فقد ذكر الفراء وجهًا، وذكر الزَّجَّاج وجها آخر، وجمعها صاحب النظم وشرحهما.
قال الفراء: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أنّهم (¬2) من أنَّهم فإذا ألقيت (مِنْ) نصبت (¬3).
وقال الزَّجَّاج: قلوبهم خائفة؛ لأنهم إلى ربهم راجعون، أي لأنهم يوقنون بأنّهم يرجعون إلى الله يخافون (¬4).
وقال صاحب النظم: في هذه الآية قولان:
أحدهما: أن يكون قوله: {وَجِلَةٌ} واقعًا على قوله: {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} وهو على تأويل: خائفون (¬5) رجوعهم. أي يخافون رجوعهم إلى ربِّهم. [فيكون الخوف منهم واقعًا على البعث والحساب وما يكون فيهما. وهذا معنى قول الفراء.
والقول الآخر: أن يكون الخوف واقعًا على مضمر، وقوله: {أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ} سببًا له على تأويل: وقلوبهم وجلةٌ أنَّها لا تقبل منهم لعلمهم أنهم إلى ربهم] (¬6) راجعون. والخوف واقع (¬7) على أنه لا يقبل منهم نفقاتهم.
¬__________
(¬1) رواه الطبري 18/ 32. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 105 وزاد نسبته لابن أبي حاتم.
(¬2) عند الفراء: وجلةٌ من أنّهم.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 238.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 17.
(¬5) في (أ)، (ع): (خائفة).
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(¬7) في (أ): (واقع عليه على أنّه) بزيادة عليه.

الصفحة 11