كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 16)

قال أبو إسحاق: ومعنى {يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} أي: بالزنا، ولكنه لم يقل: بالزنا؛ لأن فيما تقدم من (¬1) ذكر الزانية والزاني دليلًا على أن المعنى ذلك (¬2).
قال ابن الأعرابي: يقال: رمى فلان فلانًا بأمر قبيح، أي: قذفه، ومنه قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6]، معناه القذف (¬3).
واعلم أن الإحصان المشروط في المقذوف (¬4) أو المقذوفة حتى يجب الحد على القاذف خمسة أوصاف: البلوغ، والعقل، والإسلام، والحرية، والعفة عن الزنا (¬5).
فإن فقد وصف من هذه الأوصاف لم يجب حد القذف على (¬6) القاذف، وعليه التعزيز، وما كان تعزيرًا فلا يكون فرضًا.
ويشترط في القاذف لوجوب حد القذف شرطين: البلوغ والعقل. فإذا انضم إليهما الحرية كمل الحد ثمانين جلدة، وإذا كان مملوكًا فعليه أربعون جلدة (¬7).
¬__________
(¬1) (من) ساقطة من (أ).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 4/ 30.
(¬3) قول ابن الأعرابي في "تهذيب اللغة" للأزهري 5/ 277 (رمى) دون ذكر الآية الثانية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ}.
(¬4) في (أ): (والمقذوفة).
(¬5) انظر: "أحكام القرآن" للجصَّاص 3/ 267، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي 3/ 298، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي 12/ 173.
(¬6) في (أ): (وعلى).
(¬7) انظر: "أحكام القرآن" للجصَّاص 3/ 268، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي 3/ 298، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي 12/ 173، 174.

الصفحة 118